الجبل الأخضر – تنطلق غدًا الخميس، الموافق 10 أبريل، فعاليات "ربيع الجبل" في ولاية الجبل الأخضر، بتنظيم من محافظة الداخلية وإدارة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وبالتعاون مع شركة مشاريع الصقري الشاملة، وذلك في إطار الاحتفال بموسم حصاد الورد، بهدف تنشيط الحركة السياحية ودعم الاقتصاد والمجتمع المحلي، وتقديم تجربة ثقافية وتراثية مميزة للزوار.

وتسلّط الفعالية الضوء على أهمية الورد العُماني بوصفه جزءًا من التراث الزراعي والثقافي في سلطنة عُمان، كما تهدف إلى إبراز الممارسات التقليدية المرتبطة بزراعته وتقطيره. ويتضمن البرنامج زيارات ميدانية برفقة مرشدين سياحيين إلى عدد من القرى الزراعية مثل سيق، والعين، والشريجة، والعقر، حيث يمكن للزوار التعرف على مراحل زراعة الورد وقطافه وتقطيره بالطرق التقليدية والحديثة.

كما تشمل الفعالية خيمة مخصصة لرواد الأعمال والفنانين التشكيليين، وأسواقًا تراثية تعرض منتجات محلية مثل العسل والقهوة العُمانية والمشغولات اليدوية، بالإضافة إلى عروض ترفيهية وتعليمية للأطفال، ما يعزز من أبعاد الفعالية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.

ويمتد موسم حصاد الورد من منتصف مارس حتى مطلع مايو، ويجتذب آلاف الزوار سنويًا. وتشير الإحصائيات إلى أن الجبل الأخضر يحتوي على أكثر من 5000 شجرة ورد مزروعة على مساحة تُقدّر بـ11 ألف فدان، ويُنتج نحو 15 ألف لتر من ماء الورد سنويًا. ويضم الجبل 52 مصنعًا تقليديًا و3 مصانع حديثة لإنتاج دهن الورد المستخدم في صناعة العطور والصابون.

وأكد الشيخ سليمان بن عبدالله الكلباني، نائب والي الجبل الأخضر، أن فعالية "ربيع الجبل" تأتي ضمن جهود المحافظة لتعزيز قطاعات السياحة والزراعة وريادة الأعمال، وتُعد منصة مهمة لعرض منتجات المزارعين والحرفيين المحليين، بما يساهم في دعم الاقتصاد المحلي وتحفيز الإبداع المجتمعي.

من جانبه، أوضح سعود بن حامد المياحي، مدير دائرة الثروة الزراعية وموارد المياه بالجبل الأخضر، أن الوزارة تولي زراعة الورد أهمية خاصة، وتسعى إلى تقديم الدعم والإرشاد للمزارعين لتبني أفضل الممارسات الزراعية، مشيرًا إلى أن متوسط إنتاج الشجرة الواحدة يبلغ نحو 7 لترات من ماء الورد.

في السياق ذاته، أكدت أحلام بنت حمد القصابية، مديرة إدارة التراث والسياحة بمحافظة الداخلية، أن موسم الورد يمثل قيمة اقتصادية مضافة للمنطقة، إذ يسهم في تنشيط قطاعات الضيافة والصناعات التقليدية ويوفر فرص عمل موسمية، كما يعزز من الوعي البيئي والحفاظ على التراث الزراعي.

ويمثل موسم حصاد الورد في الجبل الأخضر تجربة سياحية وثقافية متكاملة، تجمع بين جمال الطبيعة، وعبق الورد، والمهارات التقليدية في التقطير، ليظل هذا الموسم السنوي نموذجًا ناجحًا للتنمية المحلية المستدامة.