استقطب مهرجان الجبل الأخضر 2025 منذ انطلاقه حتى الخامس عشر  من أغسطس الجاري أكثر من 150 ألف زائر من داخل سلطنة عُمان وخارجها، مع توقعات بتجاوز العدد 300 ألف زائر  مع ختام فعالياته بنهاية الشهر.

ويأتي تنظيم المهرجان انسجاما مستهدفات رؤية عمان 2040، الرامية إلى تنويع الاقتصاد الوطني وتعزيز مساهمة القطاع السياحي، ودعم المحتوى المحلي، من خلال برنامج متكامل يسهم في تنشيط الداخلية، والترويج للمقومات الطبيعية والثقافية التي تتميز بها ولاية الجبل الأخضر، وتمكين المجتمع المحلي عبر مشاركة 65 مؤسسة صغيرة ومتوسطة و 10 مزارعين، وتوفير 60 فرصة عمل مؤقتة، ضمن فعاليات متنوعة تثري التجربة السياحية وتعزز الحركة الاقتصادية.

وكشفت عدد من المنشآت السياحية في ولاية الجبل الأخضر عن ارتفاع ملموس في نسب الإشغال منذ بداية فعاليات المهرجان تجاوزت 80% خلال شهر يوليو الماضي، شمل الفنادق والمنتجعات والنزل والمخيمات السياحية، مما انعكس إيجابا على الحركة الاقتصادية وأسهم في تعزيز النشاط السياحي بالولاية.

وأكد سعادة الشيخ هلال بن سعيد الحجري محافظ الداخلية أن المحافظة تواصل تنفيذ حزمة من المشروعات التنموية والاستثمارية بولاية الجبل الأخضر، باستثمارات حكومية وخاصة تتجاوز 13 مليون ريال عُماني، في إطار جهود تطوير البنية الأساسية وتعزيز مقومات الجذب السياحي وتحسين جودة الحياة. وتشمل المشروعات حديقة الجبل الأخضر بتكلفة تفوق 1.1 مليون ريال عُماني، ومشروعات طرق داخلية تم الانتهاء منها بقيمة 1.37 مليون ريال، مع حزمة إضافية قيد التنفيذ بقيمة 1.4 مليون ريال، إلى جانب مشروع تطوير مدخل الولاية وازدواجية الطريق الرئيس الذي يقترب من إنهاء مرحلة الخدمات الاستشارية. كما شهدت الولاية توقيع أربعة عقود استثمارية بقيمة 8.5 مليون ريال عُماني لإنشاء وتشغيل مرافق سياحية وتجارية، من بينها مجمع تجاري متكامل، وميدان مفتوح بتقنية ثلاثية الأبعاد، ومتنزهات ومطلات جبلية.

وأشار سعادته إلى أن مهرجان الجبل الأخضر 2025 يجسد توجهات المحافظة نحو تحقيق تنمية سياحية متوازنة ومستدامة، تقوم على الاستثمار الأمثل للمقومات الطبيعية والثقافية التي تتميز بها الولاية، وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية رائدة على خارطة السياحة الوطنية. وأوضح سعادته أن المهرجان يتكامل مع مستهدفات رؤية عُمان 2040 في جوانبها الاقتصادية والاجتماعية، ويعكس حرص المحافظة على توفير بيئة جاذبة للسياحة الداخلية والخارجية.

وأشار سعادته إلى أن تنظيم المهرجان للعام الجاري جاء وفق رؤية شاملة تضمن تنوع الفعاليات واستقطاب مختلف الفئات العمرية، بما يعزز من القيمة المضافة للقطاع السياحي، ويحفّز الحركة الاقتصادية في الولاية. وأضاف أن ارتفاع نسب الإشغال الفندقي وتزايد أعداد الزوار يعكسان نجاح الجهود الترويجية، وتعاون الجهات الحكومية والخاصة والمجتمع المحلي في إخراج الفعاليات بالصورة التي تليق بمكانة الجبل الأخضر.

وأوضح سعادة الشيخ أن المحافظة أولت اهتماما خاصا بالمحتوى المحلي في المهرجان، من خلال إتاحة المجال لمشاركة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ومزارعي الولاية في عرض منتجاتهم الزراعية والحرفية، إضافة إلى توفير فرصة عمل مؤقتة لأبناء ولاية الجبل الأخضر في مجالات التنظيم والإرشاد وخدمة الزوار. وأكد أن ذلك يعكس إيمان المحافظة بأهمية تمكين رواد الأعمال والأسر المنتجة، وإيجاد منصات تسويقية مستدامة تسهم في دعم الاقتصاد المحلي والحفاظ على التراث والهوية العُمانية.

ويضم برنامج المهرجان فعاليات ثقافية وترفيهية ورياضية متنوعة، من بينها عروض الفنون الشعبية، والمسرحيات، والمطاعم، ومناطق الألعاب، إضافة إلى أنشطة خاصة مثل عروض نادي لمبورغيني وفريق وندرايف للسيارات الرياضية، بالإضافة إلى الفعاليات المصاحبة منها "رمانة" التي أبرزت منتج الرمان المحلي عبر منصات تسويق وعروض مباشرة.

وقال خليفة بن راشد الفهدي من مؤسسة ورد الجبل المتخصصة في تقطير الورد والنباتات العطرية والطبية العُمانية، إن مشاركتهم في مهرجان الجبل الأخضر 2025 تمثل فرصة مهمة للتعريف بمنتجاتهم وتعزيز حضورهم في السوق المحلي والإقليمي.

وأوضح أن المهرجان شكّل نافذة تسويقية فعّالة للمؤسسة، حيث شهد جناحهم حركة نشطة في المبيعات منذ الأيام الأولى لانطلاق الفعاليات، بفضل الإقبال الكبير من الزوار من مختلف محافظات سلطنة عُمان ودول مجلس التعاون الخليجي.

وأشار الفهدي إلى أن المهرجان أتاح لهم التواصل المباشر مع المستهلكين، والاستفادة من التعريف بطرق إنتاج الزيوت العطرية والمستحضرات المستخلصة من النباتات الطبية المحلية، بما يعزز الوعي بأهمية المنتجات العُمانية ذات الجودة العالية.

وأكد أن نجاح المشاركة وما شهده من تفاعل جماهيري، يجعل من المهم التفكير في تمديد فترة إقامة المهرجان مستقبلا، لما لذلك من أثر مباشر في دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وزيادة مبيعاتها، فضلا عن تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية في ولاية الجبل الأخضر.

من جانبها قالت شريفة بنت سلطان العمرية إحدى المشاركات في مهرجان الجبل الأخضر 2025، إن مشاركتها تأتي لعرض منتجات طبيعية مستخلصة من طبيعة الجبل الأخضر الغنية، تشمل الزيوت والعطور والكريمات المصنعة من النباتات والأعشاب المحلية. وأوضحت أن هذه المنتجات تتميز بجودتها العالية واعتمادها على المواد الخام الطبيعية التي تشتهر بها ولاية الجبل الأخضر، مما يمنحها قيمة مضافة ويجعلها محط اهتمام الزوار.

وأضافت العمرية أن المهرجان وفّر لها نافذة مهمة للبيع والتسويق، وساهم في تعزيز التعريف بمنتجاتها بين الزوار من مختلف محافظات سلطنة عُمان وخارجها. وأكدت أن الحركة التجارية في جناحها كانت جيدة منذ انطلاق الفعاليات، معربة عن أملها في استمرار تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تدعم رواد الأعمال وتسهم في تنشيط الاقتصاد المحلي.

وقال أحمد بن حمد الفهدي من مشروع ورده كافيه من الأسر المنتجة المشاركين في مهرجان الجبل الأخضر 2025، إن مشاركته في المهرجان تمثل فرصة مهمة للتعريف بخدمات المقهى ومنتجاته التي تعكس الطابع المحلي للجبل الأخضر. وأوضح أن المشروع يسعى إلى تقديم تجربة ضيافة متكاملة للزوار تجمع بين جودة المذاق وخصوصية المكان، بما يسهم في تعزيز الهوية السياحية للولاية.

وأعرب الفهدي عن تقديره لدور مكتب محافظ الداخلية في تنظيم المهرجان وتوفير بيئة ملائمة لرواد الأعمال والأسر المنتجة لعرض منتجاتهم وخدماتهم. وأكد أن الدعم الذي يحظى به المشاركون يعكس حرص المكتب على تمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز مساهمتها في تنشيط الحركة الاقتصادية والسياحية في ولاية الجبل الأخضر.

وقال أحمد بن حمد النبهاني عضو المجلس البلدي بولاية الجبل الأخضر إن المجلس يعمل بالشراكة مع الجهات الحكومية والخاصة لدعم المشاريع التنموية وتشجيع الاستثمار في المرافق السياحية، مشيرا إلى أن من أبرز المشروعات الجارية إنشاء ميدان للاحتفالات يخدم رواد الأعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتنفيذ مشروع طريق سيح قطنة – الحيل كأحد المشروعات الاستراتيجية لتعزيز شبكة الطرق الداخلية. وأضاف أن الفترة الماضية شهدت إنشاء سبعة أبراج اتصالات تمتد من بركة الموز حتى فندق"أليلا"، بما يسهم في تحسين التغطية وتوفير خدمات اتصالات موثوقة لكافة قرى الجبل الأخضر.