
لتعزيز الاقتصاد البنفسجي في محافظة الداخلية 20% نسبة الإنجاز في تأهيل وتطوير سوق بهلا والتنفيذ يتسارع النعيمي: المشروع يجسد التوجه الوطني في الحفاظ على التراث وتوظيفه في التنمية المستدامة
الأحد 27 يوليو 2025م
تتقدم أعمال مشروع تأهيل وتطوير سوق بهلا بوتيرة متسارعة، حيث تجاوزت نسبة الإنجاز 20% بنهاية يونيو 2025، وذلك في إطار حرص محافظة الداخلية على تنفيذ المشروع ضمن الجدول الزمني المحدد، وبما يراعي المعايير الفنية والجودة الإنشائية المطلوبة. ويأتي المشروع ضمن أولويات المحافظة لإعادة إحياء الأسواق التراثية والتاريخية وتعزيز دورها كرافد اقتصادي وثقافي مهم.
ويُنفذ المشروع بتكلفة إجمالية تتعدى 477.7 ألف ريال عماني، ويستهدف تطوير السوق العريق بما يحافظ على طابعه المعماري التراثي، وفي الوقت ذاته يُحسن من بيئته التجارية والخدمية. ويُتوقع الانتهاء من أعمال التأهيل خلال العام المقبل.
ويقع سوق بهلا في قلب الولاية بالقرب من قلعة بهلا المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو، ويُعد من أقدم الأسواق في سلطنة عمان، حيث كان منذ القدم مركزا تجاريا للحرف التقليدية والتبادل التجاري، ولا يزال يحتفظ بجاذبيته الثقافية ومكانته في الذاكرة المحلية.
ويشمل المشروع تنفيذ حزمة من الأعمال الإنشائية والترميمية المتكاملة، من أبرزها: ترميم الواجهة الخارجية للسوق بأسلوب يحافظ على خصوصيته المعمارية، وتبليط الأرضيات بالحجر الطبيعي، وإعادة تأهيل واجهات المحلات، وإنشاء ممر سياحي يربط السوق مباشرة بقلعة بهلا، وتحويل أعمدة الكهرباء إلى مسارات أرضية، وبناء دورات مياه حديثة، وإنشاء مواقف للمركبات، بالإضافة إلى إعادة تأهيل مسار الفلج الذي يمثل جزءا مهما من الهوية المائية للمنطقة.
وأكد سعادة الشيخ سعيد بن علي النعيمي والي بهلاء أن المشروع يجسد التوجه الوطني في الحفاظ على التراث وتوظيفه في التنمية المستدامة، مضيفا أن السوق يعد مساحة نابضة بالهوية والموروث الحضاري للولاية. وأن إعادة تأهيله يسهم في إحياء التراث وتمكين المجتمع المحلي من الاستفادة منه اقتصاديا وسياحيا.
وأشار سعادته إلى أن المشروع ينسجم مع جهود الحكومة لتعزيز ما يُعرف بـ “الاقتصاد البنفسجي"، الذي يربط بين حماية المواقع التاريخية وتفعيلها كمصادر دخل وفرص استثمارية، مؤكدا أن السوق سيوفر بعد تطويره بيئة مناسبة للحرفيين ورواد الأعمال المحليين، ومقصدا سياحيا يعكس قيمة التراث العماني.
من جانبه أوضح المهندس محمد بن علي الوردي مدير دائرة المشاريع ببلدية الداخلية أن المشروع يُنفذ ضمن خطة تطويرية شاملة توازن بين الحفاظ على الطابع المعماري للمكان وتحسين جودة البنية الأساسية. مؤكدا أن المحافظة تحرص على تطبيق أعلى المعايير الفنية لضمان استدامة السوق، وتحسين تجربة الزائر، وتعزيز قدرات الباعة على تقديم خدماتهم في بيئة آمنة وجاذبة.
ويساهم مشروع تأهيل سوق في إعادة تنشيط المراكز الحضرية التاريخية في محافظة الداخلية، من خلال ربط التراث المعماري بالحياة الاقتصادية اليومية. وتكمن أهمية المشروع في كونه يعزز مفهوم الاقتصاد المعرفي، حيث يحافظ على الموروث، ويُعاد توظيفه لخدمة المجتمع المحلي وتوفير فرص عمل وتحفيز الاستثمار.
كما أن السوق يُعد نقطة جذب مهمة ضمن المسار السياحي في ولاية بهلا، ويُسهم تطويره في رفع القيمة السياحية للولاية، من خلال توفير تجربة ثقافية وتجارية متكاملة للزوار، تربط بين قلعة بهلا، والأسواق التراثية، والحرف التقليدية، في بيئة عمرانية متجددة.
ويعد مشروع تأهيل وتطوير سوق بهلا بمثابة مثال حي على حرص محافظة الداخلية بتبني مشاريع نوعية تراعي الجوانب التاريخية والثقافية والاقتصادية في آن واحد، وتسعى لتحويل المواقع التراثية إلى مساحات تنموية حية، بما ينسجم مع توجهات رؤية عُمان 2040 في صون الهوية الوطنية وتحقيق تنمية متوازنة ومستدامة.